-->

A

أثار فرعوني

تعديل

404
نعتذر , لا نستطيع ايجاد الصفحة المطلوبة
  • العودة الى الصفحة الرئيسية
  • المحتوي

    [أثار فرعوني][videos]

                                             ترميم وتنظيف ومعالجة الاثار البرونزية




    المقدمة:

    تعتبر الاثار المعدنية ، من بين جميع القطع الاثرية ، هي الاكثر صعوبة في التعامل معها اثناء الحفريات ، ولا تكمن المشكلة في كيفية التعرف علي المعادن ، حيث يمكن للأثري التعرف عليها بكل سهولة في اغلب الاحيان عن طريق الوانها وحالتها الصلبة ،بالرغم من ذلك فإن بقاء المعادن داخل الارض يغير من شكلها و وزنها وابعادها وهذا يمنع تشخيصها بدقة عند الكشف عنها . ومع بدية القرن التاسع عشر حاول الاثريون والكيميائيون تحديد الشكل الاصلي لجسم المعدني تحت الطبقات المتأكلة . ومن هذا المنطلق  استطاعوا تحديد هويته . وقد تم التدقيق عن طريق الطرق والتقنيات التكنولوجية الحديثة الخاصة بهذا الغرض مع ،  تطويرها وتغذيتها من نتاج التطور الصناعي والتكنولوجي الهائل  .والان ايضا ، ومع كون حفظ وترميم الاثار تمكننا من إعادة  وإيجاد معني للقطع المعدنية شديدة التأكل ، وكثيراً من الأسئلة تبقي علي الرغم من ذلك من دون جواب .

    والجدير بالذكر انا الدراسات العلمية المختلفة تشيد بفضل مصرفي الصناعات المعدنية الفضية والذهبية والنحاسية عبر العصور التاريخية أم بخصوص البرونز فقد تعددت الاقوال فهناك من قال ان سبيكة البرونز لم تعرف الي في العصر المتأخر

    وهناك من قال ان المصرين القدماء كانوا بارعين في استخدام وتشكيل البرونز ، وقد ذكر احد الباحثين ان الصناعات البرونزية بدأت في مصر في عهد الدولة الوسطي والدليل علي ذألك ما عثر عليه من ادوات وتماثيل برونزية ترجع الي الاسرة الثانية عشر.

    والبرونز عبارة عن سبيكة تتكون اساس من النحاس والقصدير وبعض المعادن الأخرى مثل الزنك والألومنيوم ، وفي الماضي كانت تصنع سبيكة البرونز من النحاس والقصدير فقط ثم أضافوا الرصاص وخاصة في العصر اليوناني والروماني.


    المضمون :

    *تاريخ استخدام سبيكة البرونز:

    يمثل استخدام البرونز واستخدمه فى العالم القديم مرحلة معينة من مراحل تاريخ البشرية فى العالم وذلك لما يتميز به من صفات تجعله أكثر نفعاً من النحاس فى الصناعة وفى الحياة اليومية – وقد سمى العصر الذى أستخدم فيه بالعصر البرونزي . وتدل الآثار المكتشفة فى مصر على أن سكان وادى النيل كانوا يستعملون منذ أقدم العصور معادن مختلفة الأنواع توفرت خاماتها فى مصر واستخلصت بعضها والبعض الأخر قد جلب من بعض البلاد الأجنبية التى تربطها علاقة بمصر. ومن ضمن هذه المعادن النحاس والقصدير ويضاف إلى ذلك استعمال بعض السبائك المعدنية ومنها سبيكة البرونز وفى الواقع هو يتكون من النحاس والقصدير. وقصة البرونز لا تزال غامضة فى بدايتها ولكن هناك حقيقة ثابتة وهى أنه لم يكتشف فى مصر أولا وذلك لأنه فضلاً عن عدم معرفة خامات القصدير فى مصر قديماً فإنه كان مستعملا فى أسيا قبل أن يعرف فى مصر بزمن طويل فقد عرف استخدامه فى " أور" منذ 3500 ق. م. ولا بد أن يكون المصريون قد عرفوه عن طريق أسيا .  ولم يتحدد على وجه التحقيق متى بدأ استعماله فى مصر وأن كان من المرجح أن استعماله بدأ فى مصر فى عصر الدولة الوسطى وشاع فى الدولة الحديثة حتى أصبح عاماً فى صب التماثيل الصغيرة فيما بعد  . ولا يزال عصر الانتقال من استعمال النحاس إلى استعمال البرونز مجهولاً حتى الآن والواقع أن البرونز لم ينتشر استعماله فى مصر إلا منذ الأسرة الثانية عشر. غير أنه توجد قطع يرجع تاريخها إلى عهد الدولة القديمة مصنوعة من البرونز فقد عثر على قطعة من عهد الملك " سنفرو " منذ بداية الأسرة الرابعة وكذلك عثر السير " روبرت مونر " على " موس يقال أنها من عهد الأسرة الرابعة وقد وجد أن كمية القصدير فيها نحو 8.5 % ولكن منذ عهد الدولة الوسطى وجدت قطع من البرونز ذات تاريخ ثابت ولقد أورد " لوكس " عدد من القطع البرونزية تبدأ تاريخياً من عصر الملك "سنفرو" أوائل الأسرة الرابعة أى حوالى 2723 ق.م.

    وفى الحقيقة فإنه لم يعرف البرونز فى مصر بصورة مؤكدة إلا منذ الدولة الوسطى ولقد خلط كثير من الباحثين بين النحاس والبرونز عند وصف بعض الأشياء القديمة اكتفاءً بالمظهر دون التحليل الكيميائي . ومن الأمثلة القليلة لمصنوعات البرونز ترجع إلى الدولة القديمة ما يلى:

    قضيب صغير طوله أقل من 4 سم عثر عليه فى منطقة أهرامات "ميدوم" ويتركب كيميائياً من 89.8 % نحاس و 9.11 %قصدير 0.52 زرنيخ وترجع للأسرة الرابعة ،  وكذلك شفرة دقيقة ترجع أيضا للأسرة الرابعة وتتركب كيميائياً من 88.5 % نحاس، و 8.5 % قصدير، 0.3 % رصاص ، 1.8 % حديد، بالإضافة الي ثلاث لوحات وأناء تنسب للأسرة السادسة.


    وخلال الدولة الوسطى بدأ استخدام البرونز في إنتاج بعض الأدوات الصناعية وفى تشكيل بعض التماثيل الصغيرة ولكن هذه الاستخدامات لم تصل لدرجة الشيوع لذلك فقد كان القليل من مشغولات البرونز مصري خلال التبادل التجاري. وحينما طرق "الهكسوس "الوافدون من شمال " الهلال الخصيب " أبواب مصر الشرقية كانوا مزودين بعدد قتال كاملة من البرونز وكانت معهم مركبات حربية خفيفة ذات عجلتين تجرها الجياد بينما كانت القوات المصرية في سلاح من النحاس وكانت غالبية القوات من المشاة وهكذا تغلبت تكنولوجيا ذلك العصر وغزا الهكسوس مصر بدعمها وكان على مصر خلال عصر اللامركزية الثانية التي تخللتها احتلال هكسوسى لشمال البلاد ان تلحق بركب التكنولوجيا وهذا ما حدث فعلا في حرب التحرير التي قادها "أحمس الأول" حينما استخدم المصرين العربة الخفيفة التي تجرها الخيول. وكانت عدة الحرب المصرية من البرنز. فطرد الهكسوس وآمنت حدود مصر الشمالية والجنوبية وبدأت الدولة الحديثة بالأسرة 18. وفي الدولة الحديثة كانت فيها السيادة لسبيكة البرنز على بقية الفلزات أو السبائك ولا يعنى هذا زوال النحاس وإنما يعنى وجود النحاس ووجود البرنز في نفس الوقت ولكنه التطور التكنولوجي الذى أوجد سبيكة البرنز المتفوقة في صفاتها، وبرى "وايزيت"أن مصر أمكنها أن تصهر خليط من فلزى النحاس والتصدير بأقدار محسوبة لإنتاج البرنز في فترة زمنية تقع ما بين عامي (1580، 1450) قبل الميلاد .

    ولقد استمرت صناعة البرنز يتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل وتطورت هذه الصناعة طبقاً لسنة الحياة في التطور، وحتى وصلت في العصر الإسلامي الى درجة عليا من الدقة والجمال والاستمرارية التطور كانت متمثلة في بادئ الأمر في دجلة والفرات والتي تعتبر تاريخاً موطن اكتشاف البرنز وانتقلت فنون هذه الصناعة الى الأقطار الاسلامية الأخرى حتى وصلت حدا من الجمال الاتقان عاليا خلال العصر الفاطمي ثم العصر المملوكي الذى يعتبر بحق متحفاً للآثار البرونزية فقد صنعت من البرنز أدوات متعددة منها الأدوات المنزلية وأدوات الزينة وانتشر بكثرة في التكفيت بالذهب أو الفضة أو هما معاً. وكذلك صنعت الأبواب البرونزية الكفتة والخوذات وأدوات أخرى كثيرة ومتعددة.

    *اسباب تلف الأثار البرونزية.

    تؤدي عملية الصدأ في مراحلها الأولي إلي تكوين طبقة بالغة الدقة من نواتج الصدأ علي سطح الأثر تزداد سمكا وتنوعا باستمرار عملية الصدأ إلي أن تتحول المعادن تماما إلي نواتج الصدأ إذا توافرت الظروف المساعدة علي ذلك وتسمي الطبقة التي تكونت علي سطح المعدن بسبب التفاعل اتبين المعدن والوسط المحيط باسم الباتينا . وتختلف هذه الطبقة في تركيبها الكيميائي وخواصها الكيميائية والفيزيائية عن المعدن أو المعادن المكونة لسبيكة الأثر . والواقع أن التعريف الأصلي والمحدد للباتينا ينحصر في الطبقة السطحية المتكونة علي المشغولات المعدنية لسبيكة البرونز ،وتأخذ العديد من الألوان والمظهر والتركيب الكيميائي طبقا للعديد من العوامل الداخلية والخارجية المحيطة بالأثر . وبالنسبة للمعادن الأخرى فإن هذه الطبقة تسمي بنواتج الصدأ للمعدن . وأن كان من باب التساهل والتيسير بالنسبة لكل العاملين في حقل الآثار من مرممين وأثريين فإنه قد يسمح باستخدام لفظ الباتينا لتعبر عن القشرة السطحية التي تكونت بالقدم علي سطح الأثر وأن كان لابد للمرمم أن يكون ملما بالمجال الأصلي لاستخدام مصطلح الباتينا .

    والباتينا تنقسم إلي نوعين :

    - الباتينا النبيلةNoble patina

    وهذا النوع من الباتينا المتكونة علي الآثار البرونزية أو النحاسية بمعدل بطئ جداً في شكل طبقة رقيقة مستوية ناعمة مغطية  تماما لسطح الأثر مع إظهار كامل التفاصيل الدقيقة والأصلية لهذه الأسطح وطبقاً لهذه الشروط فإن تكوينها يكون غالبا في الأجواء الجافة الخالية من الملوثات الجوية . وفي حالة توفر نسبة ضئيلة من بخار الماء تأخذ شكل طبقة المينا وبألوان جميلة.

    -الباتينا الغير نبيلة  Malgimant patina

    وهذا النوع من الباتينا يظهر غالبا علي الآثار البرونزية في شكل بقع خضراء فاتحة اللون في الباتينا الأصلية وتنمو هذه البقع في شكل إشعاعي وفي العمق أيضا مستهلكة المعدن أسفلها بطريقة مشابهه للصدأ الحفري نطلق علي هذا النوع من الباتينا مرض البرونز.

    مرض البرونز :

    يظهر هذا المرض على أسطح الأثار البرونزية في صورة بقع خضراء ْرطبة عميقة ، وتنتج هذه البقع أو الحفر من تفاعل الأماكن المحتوية على الكلوريد في باتينا البرونز مع الرطوبة والهواء وغالباً ما يتم هذا عندما تكون الأثار البرونزية مدفونة في تربة ملحية حيث يوجد ايون الكلورين السالب او في البحر أو في جو ملوث بغاز كلوريد الهيدروجين أو بتفاعل Cu CL مع الأكسجين الجوي . ويعتمد علاج وصيانة الأثار البرونزية  كغيرها من الآثار المعدنية على نتائج الفحص والتحاليل التي تم إجرائها، وهناك بعض الأمور يجب أخذها في الاعتبار  قبل البدا في العلاج الاثار البرونزية وهى :

    *  الحفاظ على ملامح الأثار وما عليها من نقوش وزخارف.

    *  تحاشى تأثير المواد المستخدمة في العلاج على الأثار على المدى البعيد .

    *  الصيانة الدورية وتهيئة الظروف الملائمة لحفظ الأثار


    *طرق علاج الأثار البرونزية :

    قبل البداء في إجراء عمليات العلاج والصيانة للقطع الأثرية المعدنية  لابد من فحص هذه القطع الاثرية بالطرق والأجهزة العلمية التي تكشف عن حالة التلف التي وصلت اليها تلك الاثار وطبيعة نواتج التلف التي تكون فوق اسطحها تمهيدا لاختار انسب طرق العلاج وأفضل المواد الكيميائية التي تتميز بفاعلية العلاج ، وفي معظم الحالات تبدا عملية العلاج بالتنظيف وذلك يتوقف علي حالة الاثار المعدنية وقدرتها علي التحمل .

    -اولا التنظيف الميكانيكي :

    التنظيف الميكانيكي في الاساس هو ممارسة إجهاد موجه لتفكيك او سحج نواتج التأكل الخارجية ، ويستخدم التنظيف الميكانيكي في الحلات الاتية :

    عندم يكون السطح الاصلي مغطي بترسيبات ضعيفة الالتصاق وعندم تكون طبقة نواتج التأكل غير متجانسة وقليلة الالتصاق ، او عندم يكون السطح الاصلي مضمغا داخل طبقة من طبقات التأكل، وترتب وسائل التنظيف الميكانيكية علي حسب عملها وهي (النقر والذبذبة والسحج) وتختار أحدي هذه الوسائل علي حسب الحالة الفيزياء لنتائج التأكل وموقع السطح الاصلي .

    - التنظيف بالنقر:

    يتم بواسطة ابرة ويرعا ان يكون الاجهاد موجه عموديا علي سطح القطعة الاثرية ، ويعمل النقر علي تفكيك نواتج التأكل التي علي شكل صفائح ، وعلي الرغم من سهولة تنفيذ عملية النقر الي انها لا تخلو من المخاطر حيث يسبب التنظيف بالنقر ضغط شديد علي القطعة الاثرية والذي قد يؤدي الي تشققها او حتي كسرها .

    -التنظيف بالذبذبات:

    الذبذبات تسمح بفصل نواتج التأكل لا نها تنفذ الي قلب القطعة الاثرية لذلك من الخطر استخدامه مع القطع الاثرية الحساسة . وعند التنظيف بالموجات فوق الصوتية تنتقل الذبذبات الي الجسم عن طريق سائل ،ثم يحدث تفريغ هوائي لسائل وعند انقضاء التفريغ تتولد حركة سريعة لسائل علي سطح القطعة الاثرية وتسمي هذه العملية بالتجويفية ، وهناك طريقة اخري وهي حوض الموجات فوق الصوتية  ، وفي هذه العملية يتم وضع القطعة في وعاء وتغمر بالماء او الكحل ، ويوضع هذا الوعاء في حوض مملوء بالماء وتستخدم هذه الطريقة مع العملات المعدنية المصنوعة من البرونز مثلا ، ويعد هذا التنظيف صعب التحكم فيه .

    -التنظيف بالسحج:

     يقوم التنظيف بالسحج بالتفريق جيدا بين طبقات التأكل المختلفة وبالأخص عند تنظيف القطع الاثرية المصنوعة من الحديد .تقوم الذبذبات القوية المفروضة علي القطعة الاثرية بالتدعيم حتي نتلافى التقشير بطريقة خطأ لطبقات التأكل الحاملة لسطح الأصلي.

    ثانيا التنظيف الكيميائي:

    ويتم باستخدام مواد كيماوية لها القدرة على إذابة وإزالة الطبقة الصلبة لنواتج صدأ القطع الأثرية وما قد يوجد معها من مواد غريبة على سطح هذه القطع فتكشف عن السطح الأصلي وما عليه من نقوش وزخارف

    التنظيف بالمحاليل الحمضية :

    (محلول حمض الكبريتيك): يستخدم هذا الحمض بصورة معتادة لإذابة وتحلل مركبات النحاسيك المتكونة على أسطح القطع الإثارية النحاسية والبرونزية بنسبة تركيز بين 1-3% في صورة محلول منه ؛ (محلول حمض الستريك)  :  يستخدم حمض الستريك في صورة محلول ساخن (2-5%)عند درجة حرارة من (60-80) درجة مئوية وذلك لفصل العملات البرونزية وسبائكها الملتصقة مع بعضها البعض بنواتج الصدأ ، كما يستخدم في إزالة نواتج الصدأ الخضراء وفى إذابة وتحلل كلوردات النحاسيك القاعدية المتكونة على أسطح الأثار النحاسية والبرونزية ؛ (حمض الأورثوفوسفوريك) :لإزله أكاسيد الحديد بتكوين مركبات قابلة للزوبان ، (حمض الخليك (: الذى يستخدم في إزالة الترسيبات الكلسية ، و ينبغي بعد التنظيف بالأحماض غسل القطع الأثرية  جيداً بالماء أو في حمام مائي لمدة طويلة مع الغليان لفترة مناسبة لإزالة جميع آثار الكيماويات المستخدمة أثناء التنظيف وتجفيفيها جيداً .

    التنظيف بالمحاليل القلوية :

    تستخدم المحاليل القلوية في تنظيف القطع الأثرية لما لها من قدرة على إذابة وإزالة مواد التربة التي تتواجد عليها سواء أكانت هذه المواد عضوية أو غير عضوية ، (محلول ملح روشيل) يستخدم هذا المحلول بصفة عامة لإزالة مركبات الصدأ والتكلسات من على أسطح الأثار البرونزية ويحضر بإذابة 50 جم من هيدروكسيد الصوديوم في لتر ماء بارد ثم إضافة 150جم من ملح روشيل (طرطرات الصوديوم) ؛ (محلول الجليسيرول القلوي)  : يحضر بإذابة 120 جم من الصودا الكاوية في لتر ماء ثم إضافة 40 مم من الجليسيرول لهذ1 المحلول ويمكن استخدام هذا المحلول بدلاً من المحلول السابق لسهولة تحضيره ، ( العلاج بالبنزوتريازول) : وهذه المادة من أفضل المواد المستخدمة في علاج الأثار والعملات النحاسية والبرونزية المعرضة لمرض البرونز .

    *طرق حماية العملات الأثرية من الصدأ:

    الطلاء الواقي:

    بعد الانتهاء من عملية التنظيف للعملات الأثرية ينبغي إجراء عملية تجفيف لها قبل طلائها ، واختيار الطلاء الواقي يحدده القائم بالترميم اعتمادا على الحالة التي وصل إليها الأثر وظروف البيئة المحيطة فينبغي ان تتوفر في المادة الواقية الشروط التالية :

    1-أن تكون ذات ثبات كيميائي أو أن تكون خاملة.

    2-ذات خواص ترطيب وانتشاريه جيدة.

    3-سهلة التطبيق والإزالة.

    وهذه الطلاءات عديدة منها ما هو عضوي اى الذى يذوب في المذيبات العضوية وتضم مجموعة كبيرة من اللدائن والشموع ومنها ما هو غير عضوي ومن أمثلتها خلات الفينيل المبلمرة ، أو بارالويد B72.

    الخاتمة

    ونصل هنا الي نهاية هذه الدراسة البحثية والتي عرضت فيها تاريخ استخدام البرونز وطرق علاج وصيانة وترميم الاثار المصنوعة من البرونز، وعرضنا بشيء من التفصيل طرق تنظيف الاثار البرونزية وطرق حميتها من الصدأ الذي يشكل خطر علي قيمتها الأثرية . وفي النهاية ارجو ان تنال هذه الدراسة البحثية اعجاب حضرتكم .


    المصدر والمرجع 


     

    1

     

    مبادئ ترميم وصيانة الأثار (الجزء الثاني) ، د/ عبدالحليم السقا

     

    2

     

    الحفظ في علم الأثار ، ترجمة د/محمد احمد الشاعر

     

    3

     

    اساسيات ترميم الاثار ، ترجمة د/عبدالرحمن الزهراني

     

    4

     

    ترميم وصيانة الاثار غير العضوية ، د/ محمد عبدالهادي


     

                                             المدارس في العصر الإسلامي





    المقدمة :

    تحتل الآثار الاسلامية مكانة فريدة بين الاثار الأخرى ، ولقد اعتني المسلمون بعلم الاثار بعد أن لفت القرآن الكريم انظارهم لأخذ العبر من اثار الامم السابقة ، ومن العرب الذين اهتموا بعلم الاثار (الهمداني والأزرقيي والكندي ) ، ولقد وجه الغرب انظاره الي الشرق مع بداية القرن 18م بعد ان ادرك مكانة الاثار التي تأثروا بفنونها ، ولقد اهتم علماء الغرب بالأثار الإسلامية ومن اهم الشخصيات التي كان لها دور عظيم في نشأة دراسة الأثار الإسلامية (كرابتشك و فان برشم و جايية وسلادين ) ، وقد اتجه الاهتمام بدراسة الأثار الإسلامية في اتجاهين رئيسيين الاتجاه الاول هو اتجاه وصفي تسجيلي اي يهدف الي وصف ودراسة الأثار الإسلامية بفروعها المختلفة  سوء الظاهرة فوق الأرض او المحفوظة في المتاحف ودور العرض العامة والخاصة ، ام الاتجاه الثاني وهو الاتجاه التطبيقي الكشفي الذي يهدف الي اجراء الحفائر المختلفة للكشف عن العديد من المدن الإسلامية التي تردد ذكرها في صفحات التاريخ المختلفة وكتابات الرحالة العرب والرحالة الأجانب .

    وسوف نتكلم في هذه الصفحات علي أحد جوانب الأثار الاسلامية وهو الجانب المعمار وبتحديد عمارة المدارس في العصر الاسلامي ، والجدير بالذكر أن العمارة الإسلامية كانت ولا تزال تحتل مكانة مرموقة بين طرز العمارة التي عرفتها الحضارة الإنسانية ولقد استطاعت العمارة الاسلامية تحقيق هذه المكانة لم حققته لنفسها من طراز فريد بين جميع الطرز

    ومن جهة أخري أضافة العمارة الإسلامية الي التراث المعماري العالمي نظم تخطيطية لم تكن معروفة من قبل كالمساجد والمدارس والخانقاوات والزوايا وغير ذلك ،ولقد ادخلت العمارة الاسلامية علي نظام العمارة الجنائزية والمدنية والحربية أنظمة جديدة جعلت لها طابع فريد .

    ام بالنسبة للمدارس الإسلامية فقد اختلف العلماء والباحثين حول أصل نشأتها في الحضارة الاسلامية وحول العوامل التي كانت سبباً في ظهورها وانتشارها في العمارة  الاسلامية وحول نظم تخطيطها ومصادرها ، وتعد المدرسة كيان معماري مستقل وطرز مستحدث بعد المساجد في العمارة الدينية الإسلامية ، ولم تكن المدرسة معروفة قبل القرن الثاني هجرياً ، ثم انتشرت في مدن المشرق الاسلامي خلال القرن الرابع هجريا.

     


    المضمون:

    فيم يلي سوف نتحدث عن اشهر الطرز التي صممت علي اساسها عمارة المدارس في جميع الاقطار الاسلامية المختلفة

    * مصر

    لقد عرفت المدارس في مصر في أواخر العصر الفاطمي في الإسكندرية أولاً ثم في القاهرة ، وخلال العصر الايوبي انشئت بمصر 25مدرسة منها 22مدرسة بالقاهرة ومدرستين بالفيوم ومدرسة واحدة بالإسكندرية ولم يتبق من هذه المدارس سوي بقايا مدرستين وهما دار (الحديث الكاملية)من عام622ه ، والمدارس الصالحية النجمية 639ه ، وفي العصر المملوكي بنيت العديد من المدارس التي ملأت احياء مصر ، وعلي  الرغم من ذلك لم يبقي من كل هذه المدارس سوي 48 مدرسة بالقاهرة ،بالإضافة  الي اربع مدارس فرعية ملحقة بمدرسة " السلطان حسن " وبذلك يصبح عدد المدارس الباقية 52 مدرسة مملوكية ، وتنقسم تخطيطات هذه المدارس الباقية الي ثلاث انواع وهي :

    أ- التخطيط ذو الايوان :

    يعد هذا النوع من التخطيط أكثر أنواع التخطيط شيوعاً وانتشاراً حيث يبلغ عدد المدارس المصممة وفق ذلك النوع 44 مدرسة مملوكية بالإضافة الي المدرستين من العصر الايوبي ويمكن حصر تخطيطات هذا النوع في خمسة نماذج وهي :

    النموذج الاول : وهي عبارة عن صحن أوسط مكشوف  تحيط به أربعة أيونات أكبرها وأعمقها ايوان القبلة في الغالب ومن امثلته ، مدرسة الناصر محمد ومدرسة صرغتمش ومدرسة السلطان حسن وغيرها .

    النموذج الثاني :وهو عبارة عم صحن يحيط به ايوانان رئيسيان هما الإيوان القبلي والإيوان البحري ، وسدلتان جانبيتان ، امثلته الباقية كل من مدرسة قلاوون ومدرسة مثقال ومدرسة جوهر اللالا والمدرسة الجوهرية الملحقة بالأزهر قبل 844ه وغيرها.

    النموذج الثالث : وهو عبارة عن صحن اوسط مغطي غالبا ومكشوف أحيانا يحيط به ايوانان رئيسيان هما ايوان القبلة والايوان البحري ، ومن امثلة هذه المدارس (دار الحدث الكاملية ).

    النموذج الرابع: وهو عبارة عن صحن ، مكشوف او مغطي يشغل ضلعه القبلي ايوان رئيسي واحد وهو ايوان القبلة ومن امثلة ذلك المدارس الاربعة الفرعية الملحقة بمدرسة السلطان حسن.

    النموذج الخامس: وهو عبارة عن صحن أوسط مكشوف تحيط به ثلاثة ايوانات كما هو الحال في مدرسة تتر الحجازية وهي نموذج فريد في عمارة المدارس المصرية الاسلامية.

    ب- التخطيط المتأثر بالتخطيط العربي التقليدي للمساجد الإسلامية:

      وهو عبارة عن صحن مكشوف او مغطي ، ومقدم ومؤخر ومجنبتان ، ومن امثلة المدرسة الاقبغاوية الملحقة بالأزهر ومدرسة قاني باي الجركس.

    ج- التخطيط المتأثر بالتخطيط العربي غير التقليدي للمساجد

    وهو التخطيط الذي اطلق عليه اسم التخطيط ذو الأروقة دون الصحن الأوسط ، ومن امثلة ذلك المدرسة البندقدارية وتعرف بزاوية الآبار ، والمدرسة الطيبرسية الملحقة الأزهر.

    وكان تقرير اي درس او اي وظيفة في المدارس يتوقف علي رغبة الواقف وامكانياته.

    *العراق

    من المعروف ان المدارس انتشرت برجة كبيرة إلا انه لم يتبق من هذه المدارس سوي القليل ومنها المدرسة الشرابية المعروفة بالقصر العباسي ، والمدرسة المرجانية ببغداد بالإضافة الي مشهد الأربعين في تكريت  الذي يرجح انه كان مدرسة ، والمدرسة المرجانية ونستطيع أن نميز بين نمطين في عمارة هذه المدارس :

    1- النمط المربع:

    ويتمثل هذا النمط في مدرسة الشرابية والمدرسة المرجانية ومشهد الأربعين ، ويشتمل هذا النمط علي صحن مكشوف يشغل ضلعه  القبلي مسجد المدرسة ويقابله ايوان رئيسي واحد يرتفع الي ما يوازي ارتفاع الطابقين في الشرابية والمرجانية  والمسجد  في هذه المدارس متشابه الي حد كبير فهو عبارة عن مساحة مستطيلة تطل علي الصحن  بثلاث ابواب ويسقف هذه المساحة قبة في الوسط وقيوانان جانبيان او ثلاث قباب ، كما يتميز هذا النمط  بوجود مدافن ذات قباب ملحقة بالمدارس  .

    2-النمط المستطيل:

    ويتمثل هذا النمط في المدرسة المستنصرية ببغداد ، ووهي عبارة عن مساحة مستطيلة تمتد من الشرق للغرب وتشمل هذه المساحة في ضلعها القبلي مسجد المدرسة وهو يشبه مساجد النمط المربع ، ويقابل المسجد ايوان المدخل ، ام الضلعين القصيرين لصحن فيحتويان علي ايوانين صغيرين ، وتشغل حجرات المدرسة المساحة المحصورة بين الايونات والمسجد وتعلوها غرفة في الطابق الاول ، وتفتح حجرات الطابق الاول علي الصحن مباشرة ، ويمكن القول انه علي الرغم من ان المدارس العراقية صممت علي الطراز الايواني الا انها  عولجت بطريقة محلية والتي اكسبتها شخصية مستقلة.


    *أسيا الصغرى :

    من المعروف ان المدارس قد انتشرت بدرجه كبيرة في الاناضول (اسيا الصغرى) علي يد الدول الإسلامية هناك ، ومنها الدانشمنديين الارتقيين والسلاجقة ، وقد حصر بعض العلماء عدد المدارس الباقية في الاناضول خلال الفترة من منتصف القرن السادس الهجري والثاني عشر ميلادي الي اخر القرن التاسع هجري والخامس عشر ميلادي نحو 67 مدرسة

    ويغلب علي تصميم هذه المدارس الطراز الإيواني  ، الا انها عولجت  بطريقة محلية مما اكسبها شخصية مستقلة قائمة بذاتها وطابعا خاص مميزا لها ، ونستطيع ان نحصر نماذج هذا الطراز في نمطين رئيسين

    النمط الاول: وتمثله المدارس الايوانية ذات الصحن المغطى بقبه واذا كانت جذور هذا النمط فى مدرسه كومشتكين فى بصرة ، كما سبق القول الا ان نظرة واحده من النماذج الاناضوليه الباقيه تؤكد مدى لختلاف اسلوب المعالجه والتصميم مما اكسبها طابعا مغايرا ذو سمه لناضوليه محليه خاصه ومن امثله ذلك كلا من : مدرسه ياغى باسان فى توقات ومدرسته الاخرى في نيكسار وكل منهما عباره عن صحن مربع مغطى بقبه قطرها فى الاولى 14م، وفى الثانيه 11م، ويحيط به ايوانين مقبين، ولكنهما ليس متقابلين فضل عن عدد من الحجرات المقبية ومنها مدرسة قرة طاي في قونية ، وهي عبارة عن صحن مغطي بقبة وايوان رئيسي وحد توجد علي جانبيه حجرتان مربعتان بواقع حجرة بكل جانب تغطيها قبة ومثلها في ذألك مدرسة انجه مناره لي في قنية .الا انه تتميز بانها ملحق بها مسجد قبة ذو رواق  خارجي (سقيفة) فضلا عن المأذنة

    النمط الثاني :

    وتمثله المدارس الايوانية ذات الصحن  المكشوف ومنها مدارس مفردة واخري ملحقة بالمسجد ااو المجمعات ، ومن امثلة ذلك المدرسة المسعودية الملحقة بمسجد ديار بكر الجامع وجفة مدرسة (المدرسة المزدوجة) في قيصرية والمدرسة بالمجمع خواند خاتون في قيصرية ومدرسة صرجالي بقونية ، ومن العصر الابلخاني المدرسة الخاتتونية في أرضرم وفي عصر البكوات ، المدرسة الملحقة بالجامع الكبير  في مغنيسة.

    ب- مدارس المرحلة الثانية:

    وتمثلها المدارس التي أنشئت خلال العصر العثماني سوي كانت مدارس مفردة او ملحقة بالمساجد  او ضمن المجمعات المعمارية (الكليات) .

    اذا كانت غالبية مدارس هذه المرحلة تعد استمراراً المدارس النمط الثاني للمرحلة الاولي في مدارس الاناضول وهي المدارس التي صممت وفق الطرز الايواني ذو الصحن المكشوف والمشار اليها سابقا ،الا انها قد عولجت خلال العصر العثماني بطريقه خاصه واسلوب متميز مما اكسبها شخصيه مستقله قائمه بذاتها وطابعا جديدا لا يختلف عليه اثنان في نسبته الى معماري العصر العثماني ،ومن جهة ثانيه فانه ظهرت خلال ذلك العصر انظمه معماريه جديده للمدارس لم يسبق اليها في عمارة المدارس الإسلامية.

    * أسيا الوسطي :

    ترجع أهم المدارس الباقية في أسيا الوسطي الي العصر التيموري والعصر الشيباني ، ومن المدارس التيمورية (المدرسة الملحقة بجامع (كورامير) بسمرقند ، ومدرسة (اولوغ بك )في بخاري  ، ورغم أن هذه المدارس قد صممت وفق الطراز الايواني الغالب علي عمارة المدارس الاسلامية  الا انها عولجت بطريقة محلية خاصة مما اكسبها طابع معماريا وفنياً متميز في عمارة المدارس الاسلامية ، ويتمثل جوهر التخطيط  العام في هذه المدارس في وجود الصحن الاوسط المكشوف وتحيط به أربعة أيوانات متماثلة بواقع ايوان يتوسط كل ضلع من الأضلاع الأربعة للصحن ، وفي الفراغات المحصورة بين الأيونات ، تتوزع الحجرات والغرف في طابقين كذلك تتميز هذه المدارس باشتمالها علي اربع قاعات متماثلة للدراسة ، وقد صممت هذه القاعات وفق النظام الايواني ، ومن السمات الأخرى المآذن ، ولقد استمرت المدارس خلال عصر الشيببانيين وما تلاه علي نفس النمط الايواني ولكن مع اختلاف المعالجة وبعض العناصر والتفاصيل والمفردات .

    * ايران :

    لقد كانت ايران من أوائل الاقطار الاسلامية التي ظهرت فيها المدارس قبل القرن الرابع هجرياً كما يستدل من الإشارات التاريخية والمصادر المختلفة . ومنذ العصر السلجوقي وما تلاه انتشرت المدارس في ايران  انتشارا كبيرا ، ولقد بنيت المدارس ام مفردة وام ملحقة بالمساجد  او المنشآت التجارية ومثال علي ذلك كل من المدرسة السليمانية والمدرسة الناصرية بمسجد الشاه بأصفهان ومسجد ومدرسة" علي أكبر باردبيل"  وغير ذلك ، اما بالنسبة لتخطيط العام لهذه المدارس فنلاحظ ان معظمها نفذ علي الطراز الايواني الا انها قد عولجت بطريقة محلية خاصة ، مما أضف عليها شخصية مستقلة قائمة بذاتها ، وبعض هذه المدارس عبارة عن صحن اوسط مكشوف تحيط بيه اربع ايوانات ، وتتوزع بيوت الطلاب بين الايوانات الا ان هناك اختلاف في التفاصيل والعناصر والمعالجة ، ومن ابرزها تصميم الكنبد خانه  .

    *اليمن :

    من المعروف ان المدارس قد ظهرت في اليمن في أواخر العصر الايوبي ، وفي العصر الرسولي انتشرت المدارس انتشارا كبيرا في اليمن ، ولقد كانت مدارس العصر الرسولي سمة من سمات دولتهم ومظهر بارز من مظاهر الحضارة الاسلامية في هذا العصر ، واستمر انشاء المدارس بعد بني رسول في عهد الدولة الطاهرية ، فبنيت مدارس في جبن ورداع وتعز وزبيد وعدن وغيرها ، ويمكن تقسيم المدارس اليمنية الباقية الي مجموعتين متميزتين :الاولي وهي المدارس الكبرى  ، والثانية المدارس الصغرى ، ومن المدارس التي تنتمي الي المجموعة الكبرى (المدرسة المعتبية ) و(المدرسة الأشرفية ) و(المدرسة الظاهرية) بتعز ، و(المدرسة المنصورية) بجبن ، (والمدرسة العامرية) في رداع .

    ومن المدارس التي تنتمي الي مجموعة المدارس الصغرى (المدرسة المنصورية العليا) و(المنصورية السفلي) بزبيد والمدرسة الداعسية.

    *سوريا:   

    من المعروف ان المدارس انتشرت في سوريا انتشارا كبير خصوصاً في دمشق وحلب ، وأقدم مدرسة باقية في سوريا هي مدرسة (كومشتكين ) ، وكانت مخصصة لدراسة المذهب الحنفي ، وهي عبارة عن صحن اوسط مربع مغطي بقبة ، وكان لهذه المدرسة أثرها علي عمارة المدارس السلجوقية في الاناضول ويحاط بهذا الصحن المغطى أربعة أيوانات أكبرها وأعمقها الايوان القبلي وبصدره المحراب وعلي جانبيه أربع حجرات بواقع حجرتان في كل جانب يتوصل اليها من اربعة ابواب ، ويطل الايوان علي الصحن ببائكة ذات ثلاث عقود  أوسطها وأوسعها الايوان القبلي .

     

    الخاتمة

    وهنا اصل الي نهاية هذه الدراسة البحثية والتي ذكرة فيها احد اركان العمارة الاسلامية الدينية وهي المدارس وقد عرضت بعض الانماط والطرز التي كانت منتشرة ومعروفة في العصر الاسلامي ولقد ذكرت نماذج من المدارس الاسلامية المختلفة في العديد من الاقطار ، وارجو ان تنال هذه الدراسة البحثية اعجاب حضرتكم .


    المصدر والمرجع 

    1

    الحضارة والأثار الإسلامية ، د. أحمد سعيد عثمان

    2

    عناصر العمارة الاسلامية ، يحي وزيري

    3

    المجمل في الاثار والحضارة الاسلامية ، د. محمد الحداد

     


     

                                                             مقبرة توت عنخ آمون                                           




    يختلف تخطيط مقبرة توت عنخ آمون عن التخطيط العام لباقي المقابر بوادي الملوك ، فهي تتكون من اربع حجرات صغيرة ، يؤدى المدخل الموجود في نهاية الممر الأولى إلى حجرة أمامية منحوتة في باطن الصخر ، مثل كل حجرات المقبرة ، وتؤدى هذه الحجرة مباشرة إلى حجرتين ، ويؤدي  مدخل في النهاية الجنوبية للحائط الغربي للحجرة الأمامية ، إلى حجرة لها غرفتان جانبيتان (4×2.4م) ، ويؤدي المدخل الثاني الواقع في منتصف الحائط الشمالي للحجرة الامامية إلي حجرة الدفن ، وعند اكتشاف مدخل  مقبرة توت عنخ آمون علي يد (هوارد كارتر) كان يوجد اعلي المدخل بقايا اكواخ العمال القديمة ، ويتألف مدخل مقبرة توت عنخ آمون من مجموعة مكونة من ست عشر درجة تؤدي الي حائط مغشي بملاط ، ويحمل هذا الحائط اختام الملك توت عنخ آمون وختم جبانة طيبة وختم ابن اوي ،ويدل ختم ابن اوي علي دخول اللصوص الي المقبرة

    وعند إزالة الحائط نجد دهليز طوله 7,6متر يؤدي الي حائط اخر يشبه الحائط الاول وعند ازالة هذا الحائط نجد ردهة طولها 8 متر وعرضها 3,6متر ، وكانت هذه الردهة مملؤة بالأمتعة المتراكمة فوق بعضها البعض ، ثم يقابل الدهليز غرفة طولها حوالي 4متر وعرضها حوالي 2,9متر وكانت هذه الغرفة مملؤة بالعديد من مقتنيات الملك توت عنخ امون ، وفي اقصي الردهة يوجد حائط اخر مملط يحتوي علي ختم الملك توت عنخ امون وكذلك ختم الجبانة وعلي جانبي هذا الحائط الذي يحتوي علي المدخل الي غرفة الدفن ، يوجد تمثالان بالحجم الطبيعي للملك توت عنخ امون .

    حجرة الدفن:

     وبالنسبة لغرفة الدفن فهي تخفض نحو 1 متر عن مستوى الحجرة الأمامية الكبيرة، وتحوي احدى حوائط الحجرة تجويفا مربعا يغلقه ألواح من الحجر الجيري وقطع طوب سحرية دلالة على وظيفتها في المحافظة على مومياء الملك.

    تحتوي حجرة الدفن على أربعة دواليب داخل بعضها البعض مصنوعة من الخشب المذهب ويحفظون تابوت من الكوارتز، مشكل على أركانه الأربعة آلهة مجنحة هم إيزيس ونفتيس و سلكت و نيث موضوع في تابوت الكوارزيت ثلاثة توابيت داخل بعضها البعض في هيئة إنسان، وكان أصغرها من الذهب الخالص ويحوي مومياء توت عنخ أمون. الدولاب الكبير يكاد يملأ الحجرة بالكامل حيث مقاييسه 3.28 x 2.75 متر، وسمكه 32، وقد ترك التابوت وفيه المومياء في المقبر 62 حتى الان، يغطيه غطاء سميك من حجر الجرانيت.

    وجد كارتر في التابوت ثلاثة توابيت متداخلة في هيئة الإنسان ومغطاة بصفائح الذهب، الداخلي منها من الذهب الخالص. أكبر التوابيت يبلغ طوله 224 سنتيمتر ومصنوع من خشب الأرز ومغطى بصفائح الذهب، والتابوت الأوسط مزين بالصفائح الذهبية ومرصع بالأحجار الكريمة، وأما التابوت الداخلي فكان من الذهب الخالص. يزن التابوت الذهبي 110 كيلوجرام من الذهب وعليه القناع الذهبي لوجه توت عنخ آمون، وداخل التابوت وجد كارتر نحو 150 من القلادات والأحجبة المزينة، بجانب الدولاب الكبير عثر على 11 مجداف خشبي لمركب الشمس، كما عثر على أواني تحتوي على بخور وعطور، ومصابيح زيت مزينة بشكل الإله حابي إله النيل  .وعندما دخل كارتر غرفة التابوت وجد الدولاب المذهب الكبير يملأ الحجرة كاملا وبداخلة الدواليب الأخرى والتوابيت، ولكي يخرج كارتر التابوت من الحجرة اضطر لهدم الحائط الجنوبي بين حجرتي التابوت والحجرة الأمامية .

    ونلاحظ ان جدران حجرة التابوت مزينة بمشاهد متتالية في اتجاه عقرب الساعة من كتاب الموتى، ومشهد مراسيم فتح الفم، ومشاهد من كتاب الآخرة (الاموات)، وعدة مشاهد تصور توت عنخ آمون يقابل عددا من الآلهة ومن ضمنهم أوزوريس.

    و طبقا للنقوش تبدأ رحلة توت عنخ أمون إلى العالم الاخر بمشاهد من كتاب الموتى ممثلة على الحائط نحو الشرق، وتصف الكتابة الهيروغليفية والرسومات الملونة الطقوس الجنائزية وما يختص بها من توابيت، كما تبين كبار القصر في ملابس بيضاء في حالة حزن.

    ويكتمل تزيين الحائط الشمالي بثلاثة مشاهد تبين استعداد الملك للانتقال إلى العالم الآخر. يصور المشهد الأول طقوس فتح الفم التي تجري لتوت عنخ أمون وهو في هيئة أوزوريس مع الوزير آي الذي يلبس التاج الأزرق المميز لملوك الأسرة الثامنة عشر كما يرتدي جلد نمر، مميزة لمقامه ككبير الكهنوت، ويذكر اسم "آي" مكتوبا داخل خرطوش دليلا على تقلده عرش فرعون بعد وفاة توت عنخ أمون، ويبين المشهد اليساري منه مقابلة إلهة السماء نوت مع توت عنخ آمون، ويتبعه مشهد مقابلة توت عنخ أمون مع أوزوريس، وهو يقابل توت عنخ أمون والـ كا تبعه ويصحبهما إلى العالم الآخر.

    ومرسوم عل الناحية اليسرى للحائط الغربي أجزاء من كتاب الآخرة، وهي تصف رحلة فرعون مصاحبا للإله رع في هيئة "خنفساء" في مركب الشمس، (كان المصريون القدماء يرمزون لرفع بقرص الشمس أثناء النهار، ويرمزون له بالخنفساء أثناء الليل، ذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن الخنفساء "تخلق" نفسها بنفسها، حيث كانوا يرونها تخرج من الرمال تدحرج كرة (مكورة كالشمس)، ومرسوم أسفل منها 12 قرد من نوع البافيان يمثلون الاثني عشر ساعة لليل الذي سوف يعبره توت عنخ آمون في طريقة إلى الآخرة، طبقا لوصف كتاب الآخرة وما يجري في كل ساعة من احداث وما يقابل توت عنخ أمون خلالها.

    ثم تستمر النقوش الخاصة برحلة انتقال توت عنخ آمون إلى العالم السفلي على الحائط الذي أزاله هوارد كارتر لكي يخرج التابوت من المقبرة . يحيط بتوت عنخ أمون الإلهين أنوبيس و هاتور، وكذلك بصحبة إيزيس في مشهد لا يوجد اليوم، ويستقبله آلهة أخرى في العالم السفلي.

    الحجرة الامامية:

    وجدت ثلاثة أسرة على الناحية الغربية للحجرة الأمامية، ووجد كرسي العرش لتوت عنخ آمون تحت السرير الموضوع يسارا، وتبين النقوش على هذا الكرسي مشهد من مشاهد حقبة العمارنة، حيث تقوم زوجته "عنخ سنموت " بوضع قلادة على صدر توت عنخ أمون جالسا، وكلاهما مكتوب اسمه مع إلحاق لقب "زوجة الملك الكبيرة" باسم "عنخ سنموت". يتوسطهما فوق رؤوسهما عين الشمس التي تمثل الإله آتون تمتد أشعة منها وتنتهي بمفتاح الحياة عنخ وتعطيهما الحياة. أما خلفية كرسي العرش فيحمل اسم "توت عنخ آتون" واسم الولادة لزوجته "عنخ سنب آتون " وهذا مطابق لفترة العمارنة.

    ووجد تحت السرير الوسطي -وهو مشكل في هيئة بقرة- نحو خمسة وعشرين من القوارير كانت تحتوي على مأكولات من اللحوم لتغذية الملك في العالم الآخر، وأما السرير الثالث فكان مشكل على هيئة أسد.

    كما وجد كارتر أجزاء من أربعة عربات كاملة في ركن الغرفة نحو جنوب الشرق، من ضمنهم عربتان للاحتفالات، ووجد كارتر تمثالين كبيرين، أكبر من المقاييس المعتادة، ملونان باللون الأسود ومزينان بالصفائح الذهبية يقومان بحراسة حجرة التابوت، وأمامهم صندوق مزين بمشاهد لتوت عنخ آمون أثناء حملات حرب في سوريا و النوبة.

    حجرة الكنز:

    هي حجرة صغيرة توجد شمال حجرة الدفن ولقد اطلق عليها المنقبون اسم حجرة الكنز ويوجد عند مدخل هذه الحجرة تمثالين بالحجم الطبيعي للإله انوبيس وهو يرقد فوق مقصورة ، وكان يوجد في احد جوانب هذه الحجرة صف من الصناديق المصنوعة من العاج والخشب ، وكان يوجد في الجانب الأخرى عدد من المقاصير التي احتوت علي تمثيل خشبية للملك توت عنخ أمون ، وتقع في احدي زوايا الحجرة عربتان متشابكتان ، ويوجد ايضا في هذه الحجرة  تابوتان وضع فيهم بنات توت عنخ امون ولقدد توفيتا عند الولادة ، كما كان يوجد اتجاه الحائط الشمالي مقصورة مصنوعة من الخشب المذهب ذات شكل مربع ويوجد داخلها صندوق الاواني الكانوبية المصنوعة من المرمر وكانت الاربع سدادات مشكله علي شكل رأس الملك توت عنخ آمون .  

    الحجرة الملحقة :

    يؤدى الباب الغربي من الحجرة الأمامية الي حجرة ذات حجرة جانبية ، ولقد نهب اللصوص هذه الحجرة واعيد غلقه مرة اخري بواسطة شرطة الجبانة ، وكانت تحتوي هذه الحجرة علي اكثر من الفي قطعة من الاساس الجنائزي من ضمنها حوالي 36 جرة نبيذ مختومة بأختام طينية . 


           المصدر والمرجع

    محاضرات في الاثار المصرية القديمة ، د.عبدالباسط رياض

    الملك الذهب ، د. زاهي حواس

    اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون (كارتر) ، ترجمة ، د. ثروت خليل


    ترميم وصيانة الأثارشاهد المزيد

    جميع الحقوق محفوظة ل مصدر ومرجع
    تصميم : حسام حسن